<td dir=rtl width=550 height=10>
وكانت هذه الموافقة قد جاءت بعد لقاء شيخ الأزهر بالشيخ على الأمين مفتى الشيعة في مدينة صور اللبنانية، وقبلها بشهور كان قد أظهر ترحيبا بدراسة طلب رسمي مماثل من إيران بالسماح لطلاب المرحلة الثانوية الإيرانية بالدراسة في جامعة الأزهر، وذلك من خلال لجنة تبحث المناهج العلمية التي تدرس في البلدين مع إمكانية عمل معادلة، وأبدى الأزهر موافقته على مد إيران بالكتب والمراجع السنية التي تريدها، مع بحث إمكانية إنشاء فرع جديد للأزهر هناك.
وعلل الشيخ طنطاوي قرار القبول بأن طلاب الأزهر يدرسون جميع المذاهب الإسلامية بما فيها الشيعة، حتى لو كان ذلك على نحو أقل من مذاهب السنة.
وأن الطلاب الشيعة هم مسلمون في المقام الأول، وما كان للأزهر أن يغلق أبوابه في وجه أى مسلم طالما كان مستوفياً للشروط اللازمة للقبول .
وكان الدكتور محمد حسن زماني، المستشار الثقافي بالسفارة الإيرانية بالقاهرة، قد أعلن في تصريحات سابقة أن الأزهر يجب أن يتسع ليشمل كل العالم الإسلامي، وبالأخص إيران لأنه يتميز بالتوسط والاعتدال.
وأضاف أنه سيتم إنشاء كلية أزهرية في طهران يتم فيها تدريس كتب ومناهج الأزهر على أن يتم إرسال أساتذة من مصر للتدريس بها، وفي ذات الوقت يتم إرسال كتب ومناهج دراسية إيرانية للاستفادة بها في جامعة الأزهر، وكذلك أساتذة إيرانيين لإلقاء محاضرات في كليات الجامعة .
وكما لاقت هذه التصريحات قبولا من البعض فقد قوبلت بالمعارضة من الكثيرين الذين اعتبروها خطوة على طريق التقارب السياسيي بين البلدين، لايجب إقحام الأزهر فيها حتى لا تؤثر بالسلب على الدور المنوط به، للتعرف على آراء كلا الفريقين كان لشبكة محيط لقاء مع بعض الشخصيات الدينية والسياسية..
شيعة مسلمون
<table id=AutoNumber3 dir=rtl style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr>
يقول الدكتور منيع عبد الحليم محمود العميد السابق لكلية أصول الدين: يجب أن نعلم أن الكثير من الخلافات الموجودة بين السنة والشيعة هي نتيجة مباشرة للجهل والأفكار الخاطئة السائدة منذ سنوات . | <table id=AutoNumber4 dir=rtl style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=130 border=0><tr><td width="100%"> <table id=AutoNumber5 dir=rtl style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="96%" border=0><tr><td width="100%" bgColor=#e8f3ff>دور الأزهر التقريب بين المذاهب المختلفة </TD></TR></TABLE> </TD></TR></TABLE>
| </TR></TABLE>
ويمكن للأزهر من خلال هذا القرار أن يلعب دوراً كبيراً في التقريب بين المذاهب الإسلامية المختلفة، وهى المهمة التي لن يقوم بها غيره. ولا يملك أحد أن يمنع الطلاب الشيعة من الدراسة بالأزهرلاسيما وأن هناك طلاب من الغرب يدرسون به، فما بالنا بالمسلمين وإن كنا نختلف معهم في بعض الآراء.
توجه سياسي
أما النائب الإخوانى صابر أبو الفتوح فيرى أن هذه الموافقة جاءت بناء على توجه سياسي وليس دينى أو علمى.
وقال أن هذا القرار تحكمه عدة أمور واعتبارات سياسية أهمها بداية حدوث تقارب بين مصر وإيران، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن ما حدث يعد أحد مكاسب التعديلات الدستورية الأخيرة التي تمنع إقحام الدين واستخدامه في السياسة.
وحذر النائب من خطورة استغلال المؤسسة الدينية لتحقيق أغراض سياسية، ومن تأثير تلك الخطوة على الجامعة والمعاهد الأزهرية، لأن هذا الأمر يعتبر جديداً ولم يحدث أى تمهيد له قبل اتخاذه.
طلب إحاطة
<table id=AutoNumber6 dir=rtl style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr>
وكان النائب علي لبن عضو كتلة الإخوان قد وصف القرار بأنه قرار منفرد تجاهل فيه شيخ الأزهر مجمع البحوث الإسلامية المخول قانونا بهذه المسائل، كاشفا عما أسماه مخالفة قانونية، فطبقا لقانون الأزهر 103 لسنة 1963لا بد أن يجتمع مجمع البحوث الإسلامية كاملا ويوافق على مثل هذا الأمر. | <table id=AutoNumber7 dir=rtl style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=130 border=0><tr><td width="100%"> <table id=AutoNumber8 dir=rtl style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="96%" border=0><tr><td width="100%" bgColor=#e8f3ff>الخلافات السياسية تفجر المشاكل بين السنة والشيعة. </TD></TR></TABLE> </TD></TR></TABLE>
| </TR></TABLE>
وشدد على أنه ليس من صلاحيات شيخ الأزهر أو المجلس الأعلى قبول الطلاب الشيعة، وأن كل ما يتعلق بالمناهج أو أي تغيير في نظام التعليم الأزهري لا بد أن يخضع لموافقة مجمع البحوث الإسلامية خلال جلسة علنية، يحضرها ما لا يقل عن 25% من أعضاء المجمع من غير المصريين.
وأضاف أن المجمع هو الذي يحكم في مثل هذه الخلافات، ولا يكتفي الأمر بدعوة مجلس مجمع البحوث كما يحدث في كثير من القرارات، لأنه طبقا للقانون يجتمع جميع أعضاء المجمع وعددهم 50 عضوا، 30 منهم من داخل مصر، و20 من الخارج، يمثلون تنويعة مختلفة من جميع أنحاء العالم.
ويرى النائب في طلب الإحاطة العاجل الذي قدمه لرئيس الحكومة أن القرار سيحدث بلبلة قد تؤدي إلى انشقاقات مذهبية وفتن دينية نحن في غنى عنها، لأن تدريس المذهب الشيعي سيؤدي تلقائيا إلى وجود مقارنات بين الطلاب.
واستند في طلبه على أن شيخ الأزهر قرر قبول التحاق الطلبة الشيعة لأول مرة منذ ألغى صلاح الدين الأيوبي في القرن السادس الهجري تدريس علوم الشيعة به، مشيرا إلى أن الأزهر لديه شعبة الفقه المقارن يدرس بها الطلاب المصريون جميع المذاهب دون تعصب.
لا يمثل تهديد
<table id=AutoNumber9 dir=rtl style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr>
ويختلف الدكتور أحمد كريمة أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر مع ممثل الإخوان، حيث يرى أن هذا القرار لا يمثل تهديداً أو تخويفاً للمذهب السني بالقدر الذي يمثله الفكر الوهابي الذي يجول في الأزهر والأوقاف، ويصل الأمر فيه إلى تكفير الحاكم ووصم المجتمع بالتفاهة وفساد العقيدة. ويضيف أن الخطر كله يكمن في المؤسسات الأهلية التي تعتنق المبادئ الوهابية وتحكم على الأزهر بالكفر وعلى عقيدة علمائه بالفساد، ويتساءل أيهما أخطر الفكر الشيعي أم الفكر الوهابي الذي يسعى لتخريب الأزهر؟ | <td vAlign=top width="47%"><table align=left><TR height=1></TR><tr>
| | </TR><tr>
| فهمى هويدى | <td></TD></TR></TABLE> | </TR></TABLE>
مسألة سياسية
ويتفق معه في الرأي الكاتب فهمي هويدي الذي أعلن في أحاديث سابقة أن تدريس المذهب الجعفري الاثنى عشري في الأزهر كان موجودا في الماضي في إطار دراسات الفقه المقارن، وبالتالي فإن قرارالشيخ طنطاوي يبدو ليس جديدا تماما، وشدد على أن قرارا كهذا ليس الهدف منه التبشير للمذهب الشيعي أو التفصيل فيه، وإنما الأمر أكاديمي بحت الغرض منه توسيع دراسة مجالات المقارنة بين المذاهب الإسلامية المختلفة.
وأشار إلى أن إيران حريصة على توثيق علاقتها مع الأزهر كأكبر مرجعية سنية، وأي مسئول فيها يزور مصر يحرص على مقابلة شيخ الأزهر، وهذا يعني حرصهم على توثيق العلاقة مع هذه المؤسسة الدينية.
وحول الدعم الذي سيلقاه مشروع التقريب بين المذهبين السني والشيعي من خطوة الأزهر، يرى هويدي أن المسألة سياسية وليست مذهبية، وأن الخلافات السياسية هي التي تفجر المشاكل بين السنة والشيعة.
ويتابع بقوله "نظريا من الممكن أن يستفيد التقريب من خلال معرفة أهل كل من المذهبين بالآخر، ومع هذا فهناك فرق بين المعرفة وبين التقريب، وفي الأخير فإن الذي يباعد هو السياسة وليس المذهب".
تنظيمات سرية
<table id=AutoNumber10 dir=rtl style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr>
ويرد أحد علماء الأزهر -الذي فضل عدم ذكر اسمه – على ما أثاره الكاتب هويدي قائلا أن هذه الخطوة خروجا عن المعتاد، لأن جامعة الأزهر سنية ويعتنق أغلبية أساتذتها المذهب السني. | <table id=AutoNumber11 dir=rtl style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=130 border=0><tr><td width="100%"> <table id=AutoNumber12 dir=rtl style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="96%" border=0><tr><td width="100%" bgColor=#e8f3ff>القرار يساهم في رواج التبشير الشيعي </TD></TR></TABLE> </TD></TR></TABLE>
| </TR></TABLE>
ويضيف أنه بالفعل يتم تدريس المذهب الجعفري في إطار المقارنة بين المذاهب الفقهية، ولكن هذا يقتصر على الطلبة السنة فقط ولم يكن هناك وجود للطلبة الشيعة، ومن ثم فهذا القرار يعتبر جديدا تماما لأنه سيعني وجود فرع للفقه الشيعي داخل الأزهر مستقلا عن الفقه المقارن.
<table id=AutoNumber13 dir=rtl style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr>
وأشار إلي أن هذا القرار يساهم في رواج التبشير الشيعي، خصوصا أن الجهات الأمنية أعلنت في مرات سابقة عن ضبط تنظيمات شيعية، كانت تضم طلبة عراقيين وخليجيين وغيرهم يدرسون في مصر. وأوضح أن خطوة مثل هذه كان لابد من دراستها أولا قبل إصدار القرار بالموافقة، حيث أنها تخص كل أساتذة الأزهر الشريف وليس شيخ الأزهر فقط.
| <table align=left><TR height=1></TR> <tr><td width=1></TD> <td align=middle></TD></TR> <tr><td width=1></TD> <td align=middle>محمد الدرينى </TD> <td width=1><td></TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE>كادر شيعي أما عن رأي الشيعة في هذا القرار فقد عبر عنه الناشط الشيعي محمد الدريني رئيس جمعية رعاية آل البيت الذي أعلن في حديث سابق أن قبول الشيعة خطوة ستفتح آفاقا جديدة للحوار بين المذهبين، وتساهم في تلاقي الأفكار بينهما.
وأضاف أنه إذا كانت هناك نوايا صادقة فسوف يتم تبادل المناهج الدراسية بين جامعات البلدين، وهذا بدوره سوف يؤسس لوضع جديد نتمنى أن يضع في اعتباره سيرة الأوائل من رواد التقريب، خاصة دور بعض الشخصيات الأزهرية والإيرانية في مطلع الخمسينات من القرن الماضي.
ويطرح رئيس جمعية آل البيت تساؤلات عن هوية الأساتذة الذين سيتولون تدريس المذهب الجعفري للطلبة الشيعة في الأزهر، فيقول: يقيني أن ذلك سيستلزم الاستعانة بعلماء من نفس المذهب، والجامعة الأزهرية لا يتوافر بها هؤلاء العلماء، ومن ثم سيتم الاستعانة بهم من إيران والعراق ولبنان، لتكوين كادر ملم بكل تفاصيل المذهب الشيعي.
ويشير إلى أن الأصل في إعداد الكادر الدعوي الشيعي أن يدرس أيضا المذاهب السنية إلى جانب الشيعية، ويتجاوز ذلك إلى دراسة علم النفس والعلوم الاقتصادية ودراسات أخرى يعتبرونها ضرورية ولازمة.
تسييس الدين
ويعتبر الدريني أن هناك دور للمؤسسة الدينية في مصر للتمهيد للقرار السياسي، وبالتالي لا يجب عزل قرار الأزهر عن التحركات الحالية لإعادة العلاقات بين مصر وإيران، تلبية لمتطلبات الأمن القومي في الدولتين التي تستند على مظلة دينية على حد قوله، كما توقع إنشاء فرع لجامعة الأزهر في إيران لأن الأخيرة تسعى جاهدة لذلك، وأنه من خلال التشاور والحوار مع مصر سيتم اختيار طبيعة مناهجها، خصوصا ما يتعلق بشأن نقاط الخلاف بين المذهبين، لكن الشيء الطيب حسب توقعاته أن ينطلق التعاون من نقاط الاتفاق.
|